مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات حيث نغوص اليوم مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة هدير محمود , وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل الخامس والعشرون من رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود .
رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود – الفصل الخامس والعشرون
رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود – الفصل الخامس والعشرون
– ندى بألم وقد دمعت عيناها وكانت على وشك البكاء وضعت يدها على شفتيها قائلة بصوت خفيض : حمزة أنا آسفة آسفة بجد مقصدش سامحني أرجوك أنا أنا ….
هنا عند هذا الحد بدأت دموعها في الانهمار بشكل مفاجيء أجفل حمزة فضحك لها قائلا بسرعة :
– ندى أهدي أنا كنت بهزر معاكي والله مكنش قصدي حاجة أنا بعمل فيكي مقلب من مقالبي عادي يعني بس معرفش أنك حساسة أوي كده
– ندى بعدم تصديق : لأ أنتا بتقولي كده عشان محسش بالذنب بس أنا فعلا معنديش دم بعد كل اللي عملته معايا أقولك كده أنا بجد وحشة أووي
– حمزة وهو يمسح دمعها المتساقط على وجنتيها بكلتا يديه فقال من بين ضحكاته : يا بنتي والله مقلب بهزر معاكي يا عبيطة ذنب أيه ووحشة أيه بس وبعدين ده أنا لسة امبارح قايلك أنتي أمانة يوسف وزيك زي حلا حبيتك أمتا ؟؟ النهارده ؟!
– ندى وقد زاد نحيبها قائلة : يعني أنتا بقيت بتكرهني؟؟
– حمزة بعدم استيعاب لما يحدث : أهدي يا مجنونة أكرهك ايه مين قال كده ؟؟
– ندى ببكاء : أنتا لسة قايل حبيتك أمتا ؟؟
– حمزة وهو يخبط مقدمة رأسه بيده قائلا بيأس: يالهوووي على الهرمونات وعمايلها عشان كده بتخنق من التعامل مع الستات بصي اهدي عليا كده وافهميني أنا قصدي يعني حبيتك أمتا حب راجل ل ست؟! ، لكن ربنا يعلم أنتي عندي مهمة زي حلا بالظبط بحس أنك مسئولة مني وكلامك مزعلنيش خاالص بالعكس كلامك فرحني جدا جدااا فرحاان بأحساسك بيا وأهميتي عندك
– ندى بشك : بجد يا حمزة ؟؟
– حمزة بصدق: والله بجد يا ندى
– ابتسمت ندى فضحك حمزة قائلا بمشاكسة : أهي الشمس طلعت أهيه يا جدعااان ؟؟ وضحكت يعني قلبهاااا مااال وخلاااص هنتجوز ونجيب عيااال
– قطبت جبينها وعادت لعبوسها بعدما رمقته بغيظ قائلة بلهجة تحذيرية : حمززززة
– حمزة بمرح : أهي ضلمت تاااني أهيه ..على العموم خلاااص برااحتك أنتي الخسرررانة أنا عندي عيااال وبعدين كفاااية أنك هتتحرمي من الجملة الشهيييرة أنتو مش عارفيين أنا مرااات ميين أنا أي واحدة تتمناني وعلى رأي الأغنية أناااا حواليا كتيير أنا حواليا كتييير تيراراراااا ثم غمزها ضاحكااا فتبدل العبوس لابتسامة ملأت شفتيها واشرقت وجهها
شعر حمزة بالرضا من نفسه أنه استطاع انتشالها ولو قليلا من بعض أحزانها وآلامها هكذا أحساسه في كل مرة ينجح في رسم البسمة على وجهها ، نظر في ساعة يده ثم عاد ببصره إليها قائلا :
– بقولك أيه أدخلي هاتي الاتنين اللي جوه من قفاهم ويلا عشان نروح الوقت أتأخروأنا عندي شغل الصبح بدري وهموووت وأنااام خلاص احتمال أنام وأنا واقف أصلا
– ندى : حاااضر هدخل أجيبهم وأجيلك
– حمزة بتحذير: بس أستني أوعي تدخلي تجبيهم تنسيني وتلفي معاهم وحياااة عيالك يا شيخة
– ندى : ههههه لا عيب عليك أنا أقدر بردو
دلفت ندى داخل المحل واحضرت الفتاتان وخرجن ثلاثتهن حيث ينتظرهن حمزة وحينما وصل أسفل العمارة التي يقطن بها وبمجرد خروجهم من السيارة لمحت نسمة عمر يقف بجوار مدخل العمارة فأشارت إليه قائلة لحمزة :
– ألحق صاحبك الفتااان أهوووه
قالت كلمتها ولم تنتظر بل انطلقت تجاهه وحينما أصبحت أمامه صاحت به قائلة :
– أهلا ب الكابتن الفتان بذمتك ديه أخلاق كباااتن والله محصلتش حتى مدرس ألعاب
– ضحك عمر على تلك المجنونة قائلا : ليه بس كده يا دكتورة أنا عملت أيه بس ؟
في تلك اللحظة جاء ثلاثتهم ما إن لمح عمر ندى حتى خفق قلبه بقوة ف غض بصره عنها بأعجوبة ونظر أرضا وقبل أن ينطق وجدها تتحدث إليه بجدية قائلة :
– أزيك يا أستاذ عمر ؟؟يارب تكون بخير أحممم أنا كنت حابة أشكرك على وقتك اللي ضاع لما روحت تجيب نسمة أختي واعتذرلك لو كانت ضايقتك ف ياريت متزعلش منها هي مجنونة حبتين بس
– نسمة باندفاع : مي
رواية زواج لم يكن في الحسبان الفصل الاول
ن ديه اللي مجنونة وبعدين وأنا هضايقه ف ايه مش كفاية أنه طلع فتان
– لكزتها ندى بمرفقها ثم ابتسمت معتذرة منه قائلة بمزاح: على فكرة البت ديه مش أختي ولا أعرفها وأنتا غلطان أنك عطلت نفسك عشانها
– عمر وقد رفع عيناه ليقابل عيناها قائلا دون تفكير : تعبك راحة يا ندى
في تلك اللحظة رمقه حمزة بغضب ف ابتلع عمر ريقه ثم تنحنح قائلا :
– قصدي يا أستاذة ندى أن مفيش تعب ولا حاجة أخت حضرتك زي أختي
– ندى وقد عادت لجديتها : شكرا ليك مرة أخيرة وبعد اذنك هطلع أنا بقا يلا يا نسمة
– نسمة : لأ اطلعي أنتي يا نودي أنا هقول كلمتين للكابتن وأطلع علطول
– حلا بحزن مصطنع: ومفيش أزيك يا أبيه عمر ل حلا ولا نسيتني خلاااص ؟؟
– عمر بابتسامة: وهو أنا اقدر بردو يا باشمهندسة ده أنتي حتة الشيكولاتة الأخيرة اللي في الكونو
– حلا بمرح : ضحكت عليا وثبتني أنتا كده يا أبيه
– عمر بغمزة : عقبال ما أثبت أخوكي ده لو مثبتنيش هوه قدام باب العمارة بمسمارين وخلى اللي ما يشتري يتفرج
ضحكت حلا ونسمة وظل حمزة على ملامحه الجامدة ولم يبادلهما الابتسام حتى
– حمزة موجها حديثه ل حلا ونسمة : هااا خلصتوا رغي أتفضلوا على فوق بقااا
– نسمة باعتراض: طب استني يا حمزة باشا أسأل الكابتن على حاجة
– حلا : طب أنا هطلع بقا بعد أذنك يا أبيه
– عمر : أتفضلي يا باشمهندسة
– نسمة وقد اقتربت من عمر قائلة بهمس: أقوله بقا أنك سبتني جعانة ونسيت تأكلني زي ما فتنت عليا وقولت على مودي ودكتور أحمد ؟؟
– عمر برجاء : لأ خلاااص سماااح المرادي خليكي أجدع مني
– نسمة بمرح : خلاااص سمااح المرادي صحيح مقولتليش كلت فول من بتاع العربية تاااني ؟؟
– عمر بصوت خفيض: لأ هي كانت مرة كده صدفة يعني
– نسمة : طب أمانه عليك لو جبت منه هاتلي سندوتشين ومتبقاش فتااان كده تاني ؟؟
– عمر بضحك : هههه حااضر أنا آسف
– حمزة بضيق : ممكن أفهم في أيه ؟؟ بتتكلموا ف ايه ؟؟ وبصوت واطي ليه ؟؟
– نسمة : أحممم مفيش يا حمزة.. حاجة كده بس كنت بقولها للكابتن
– حمزة بغضب : اطلعي على فوق يا نسمة يلااا مش هنفضل واقفين نتكلم كده في الشارع للي رايح واللي جااي المنظر مش حلو
– نسمة : حاااضر طالعة اهوه ده أنتا قلبتك وحشة أوي يا جدع ثم نظرت ل عمر ورفعت يدها ملوحة له بود : سلااام يا كاابتن
– عمر : سلااام يا دكتورة
صعدت نسمة إلى أعلى بينما اقترب حمزة من عمر وقد أمسكه من ياقته قائلا بغيظ :
– ايه يا عم سوما العااشق بتسبل ل مراااتي وأنا وااقف لأ ومش مراااتي بس لأا خدت أختها كمان فوق البيعة
– عمر باندفاااع : لأ والله ما سبلت لأختها ولا حاجة أيه الظلم ده
– حمزة وهو يوميء برأسه ببطيء قائلا : يعني بتعترف أنك كنت بتسبل لمراتي
– عمر مدافعا : يا بااشااا أنا والله أول ما شوفتها بصيت في الأرض علطول أنا مش قصدي بجد أنا اتكلمت عادي
– حمزة بسخرية مقلدا اياااه : تعبك راااحة يا ندى ..ده عااادي وحياة أمك قااال عااادي قااال وبعدين أنتا أيه اللي جابك هنا وواقف كده ليه ؟؟
– عمر : جاااي أصالحك يا زوما يا حبيبي أعملك ايه ما أنتا عملتلي بلوك زي ما تكون صاحبتي وزعلت مني راحت رزعاني البلوك المتين
– حمزة باستنكار : صاحبتك! مين ده اللي صاحبتك يا حيواااان ؟ وبعدين الدور والباقي على اللي عمال يتصل ومبطلش رن ورسااايل بالرغم إني بعتلك وقولتلك مش عايز أتكلم دلوقتي لكن أنتا اللي عامل زي الست اللي جوزها متخانق معاها وعمال يقولها مش وقته كلام دلوقتي وهي مفيش فااايدة مصممة على النكد
– عمر بمرح : طب بقولك بدل ما نفضح بعض في الشارع كده تعالا معايا نطلع على الجيم نرغي شوية وبالمرة أصالحك يا قلبي ونرجع لبعض بقااا
– حمزة وقد ضرب عمر في كتفه قائلا : منك لله يا عمر أنتا جاي تفضحني قدام بيتي عااارف لو حد سمعك هيشك فينااا أكيييد عل العموم أنا مش قادر أروح في حتة لو عايز تقعد معايا تعالا أنتا روح معايا شقتنا اللي هناك عشان أنا هبات فيها بات معايااا وأهوه بالمرة تسوق بدالي عشان أنا مش شااايف قدامي همووت وأنااام
– عمر متسائلا بمزاح: ليه صف الستات اللي فوق طردوك من هنا ؟؟
– حمزة : ههههه لأ يا سكر أنا اللي طردت نفسي عشان يبقوا براحتهم وخصوصا نسمة مش هينفع وجودنا مع بعض ف نفس المكان
– عمرباستغراب : واشمعنا نسمة ؟؟ وليه مش ندى كماان ؟
– حمزة : عشان ندى مهما كانت طبيعة العلاقة بينا هي مراتي شرعا وقانونا الجواز فاسد لكن مش باطل
– عمر : بص أنا ممكن آجي معاااك أوصلك واقعد معاك شوية لكن مش هبااات عشان مسيبش ماما وسلمى لوحدهم أنتا عارف بابا مسافر
– حمزة بتثاؤب : وماااله المهم توصلني
– عمربغيظ: مصلحجي حقير
– حمزة بتحذير: بتقول حاجة يا عمر
– عمر بمداهنة : لأ ولا حاجة بقول من عنيا يا كبيير هو أنا ليا بركة غيرك يا باشاا
– حمزة وقد ألقى له بمفاتيح سيارته قائلا : خد ويلا بينا نطير من هنا بقا
– عمر : آخد أيه ؟ وعربيتي ؟لأ أنا هوصلك بعربيتي وحضرتك تبقا تيجي تاخد عربيتك بكره
– حمزة بأصرار : لأ يا حبيبي حضرتك هتوصلني بعربيتي وتركنها تحت البيت ولما تنزل من عندي تبقا ترجع تجيب عربيتك أو روح بتاكسي وأبقى تعالا خدها بكره
– عمر بغيظ : يا سلااام ده أيه البرود ده ؟ وبعدين أيه اللي يخليني أسمع كلامك يعني؟؟
– حمزة ببرود : يمكن اتعطف عليك وأسامحك غير كده بقا صمت لحظات ثم أردف بنبرة مصطنعة مائعة :هاااخد وقت طوويل أويي عشان انسى جرحك ليااا ومستحيل نرجع لبعضينااا
ضحك عمر بضخب على حديث صديقه ثم تحدث من بين ضحكاته قائلا
– لأ أنا مقدرش على زعلك يا قمر عنينا نوصلوكي ونريحوكي يا شااابة
– حمزة ضاحكا : ههههه لأ كده أنا ممكن اخااف يلاا يا ابني من هنا بدل ما حد من زمايلي في الاداب يجوا يشتغلوا على قفانا
– عمر بتأييد لكلام صديقه : هههههه أنا بقول كده بردو
ركب عمر سيارة حمزة وجلس خلف المقود وبجواره صديقه متجهين حيث شقة العائلة القديمة لم تكن المسافة بين البيتين كبيرة فلم تمر أكثر من عشرون دقيقة حتى وصلا أسفل البناية هبط حمزة من السيارة بعدما أشار لصديقه أن يركن سيارته ويتبعه لأعلى
وبالفعل ركن عمر السيارة ولحق بصديقه وحينما دلفا للداخل صاح حمزة من داخل الشرفة قائلا :
– عمووور اتنين شاااي بقا وحصلني عالبلكونة
– عمر بضيق : اتنين شااااي كماان ؟؟ ليه هو أنا الأوفيس بوي بتاع جنابك كل ده عشان أنول الرضا السامي
– حمزة بمزاح : سااامي ميين؟ أنتا تعرف واحد اسمه سامي من وراايا ثم رقق صوته قائلا بميوعة : أااه يا خاااين يا غدااار طب طلقني طلقني طلقني
عمر وقد ارتفع حاجبية بدهشة حقيقية وفغر فاهه بذهول قائلا :
– أنتا ايه اللي جرالك يا حمزة ؟ كنت مجنون أأه بس مش ضااايع كده هل ده تأثييير نسمة عليك بس معقول ملحقتش دول هما يومين
– اختلج قلب حمزة ما أن نطق صديقه بأسم نسمة مجرداا فقال بضيق لم يفسره : اسمها دكتورة نسمة مش اصحاب أنتو عشان ترفع التكليف وتقولها نسمة كده
– ارتفع حاجب عمر مرة آخرى لكن تلك المرة بعدم فهم قائلا : وأنتا مالك بنسمة كماان وبعدين أيه يضايقك يعني ف إني اقول اسمها بدون ألقاب إذا كانت هي نفسها متضايقتش
– حمزة بتبرير: أزااي مالي ومالها متهيألي قولتلك المرة اللي فاتت أنها أمانة عندي و زي أختي فلازم أحافظ عليها
– عمر بعدم اقتناع : وهو الألقاب بقا اللي هتحافظ عليها
– حمزة : أه الألقاب هتحافظ عليها هتخليها على الأقل تحط مسافة بينها وبين أي راجل مش تتعامل مع أي حد متعرفهوش بعشم
– عمر بعدم فهم : أنا مش فاهمك يا حمزة هو أنتا جايب البنت عندك تربيها وبعدين هي كل الحكاية جريئة و…
– وقبل أن يتم حديثه انتفض حمزة واقفا بغضب مقاطعا صديقه : أيه جريئة ديه ما تحترم نفسك يا عمر هي عشان بتتصرف على طبيعتها وبتلقائية تبقى جريئة
– عمرموضحاً :أنا مقصدتش حاجة يا حمزة أنا كنت لسة هقولك أصلا أنها تلقائية حبتين وبتتصرف على طبيعتها هي طيبة جدااا وجدعة وودودة وتدخل القلب بسرعة و
– حمزة بضيق: أيييه أنتا هتعاكسها قدامي وايه تدخل القلب بسرعة أنتا ماشي تحب على نفسك
– عمر وهو يضرب كفا بكف : لا حول ولا قوة إلا بالله أنا قولت أنا بحبهااا ؟! ثم قال دون تفكير : أنا محبتش غير ندى وكأنه أنتبه أنه يحادث حمزة زوجها فارتبك قائلا : قصدي أستاذة ندى
– ضحك حمزة بسخرية قائلا : تصدق هي فعلا المشكلة في أنك مقولتش أستااذة هههههه مش مثلا أنك قولت أنك بتحب مراااتي خاااالص ثم تحولت نبرته للجدية مردفا :عااارف يا عمر لو أي حد تاني كان مكانك دلوقتي كان زماني دفنته مطرحه لكن للأسف أنتا صعبان عليا
– تنهد عمر بتعب قائلا : أنتا عااارف كويس أوي يا حمزة إني بتكلم كده لأني عارف طبيعة العلاقة بينكم واللي أنتا بنفسك أكدت عليا أنها مش هتتغير وأن ندى زي حلا أختك وانكم أنتو الاتنين مش ناويين تغيروا من طبيعة العلاقة ديه وإنها مؤقتة للسبب اللي أنا وأنتا وهي عارفينه كويس أوي
– حمزة بهدوء:بس الواقع يا عمر أنها مراتي واللي أنتا بتقوله وبتعمله ومشاعرك المفضوحة قدامي ديه أكيد كل ده مش مقبووول نهااائي بالنسبالي
– عمر بضيق: أنتا ليه محسسني إني ماااشي معاها مثلا من وراك ولا في بينا أي حاجة اللي بيحصل ده غصب عني يا حمزة والله العظيم غصب عني اللي بيحصل ده لو كان مضايقك قيراط فهو كسرني 24 قيراط أنا جوايااا نااار ..نااار مبتهداش يا صاحبي كل ما أفتكر أنها مراتك وأنك ممكن مثلا تبصلها كزوج أوتقرب منها بحس إني هتجنن حاااولت أنساها والله العظيم يا صاحبي حاولت لكن مقدرتش ..عااارف لو كنت أنتا بتحبها وهي بتحبك كنت هبعد نفسي عنها بأي شكل لكن لأني عارف الحقيقة مش قادر امنع ده وضرب بقبضته بقوة موضع قلبه مردفا بألم ده مش عارف يبطل يحبها مش عارف يبطل دق أول مايلمحها اتوشمت جواااه ومش عارف أخرجها منه كأن حبها لعنة صابتني سنين وأنا بحاول أبعد وانسى بس مهما بعدت عمري ما نسييت ويمكن هي حتى مكنتش فكراني إلا لما شافتني يوم ما كنت معاك عارف إن كلامي ده معااك أنتا بالذات مينفعش لكن بردو كلامي ده مينفعش غير معااك أنتا حلهااالي يا صااااحبي قولي أعمل أييه وأنا هعمله
– تنهد حمزة بشفقة وحيرة ثم أجاب صديقه مازحااا :وأنا أيش عرفني قالولك عني أسامة منير حضرتك بص أنا عندي الحل
– عمر بلهفة : أيييه قووول ؟؟
– حمزة بمرح: تقوم تعملنا اتنين شااي
– عمر بسخط : وهو ده الحل !! أنا عارف أصلااا أن معرفتك مفيش من وراها أي فايدة
تحرك عمر من أمام حمزة بعدما قذفه بمفاتيح سيارته التي كانت مازالت في يده ، وحينما خرج متجها للمطبخ شرد حمزة في حال صديقه والمعضلة الواقع بها وبعد عدة دقائق أتي صديقه وهو يحمل كوبين من الشاي أعطاه أحداها وأخذ هو الثانية وظلا يتحدثا في أحاديث متفرقة متجنبا ذكر ندى والحديث الذي أثاره عمر قبل أن يتحرك للمطبخ لاعداد الشاي وأخيرا لمح حمزة في عيني صديقه تساؤل ف ابتسم له وساد الصمت بينهما للحظات حتى تحدث له بجدية قائلا :
– بص يا صاحبي صدقني والله أنا فاهمك جدا وحاسس بيك جدا جدااا لكن ما باليد حيلة غصب عني مضطر أقولك اللي هقوله أنا راجل مسلم شرقي والوضع اللي احنا فيه ده مش صح ابدااا مينفعش أكون عارف أن صاحبي بيحب مراتي لأ واقعد اسمعله وهوبيتكلم عن عذابه فبعدها أو حتى اسمحله أنه يقرب منها عشان يلفت أنتباهها مثلا ويخليها تحبه أحنا مش سبووور أوي كده والأهم بقا واللي أنا شايفه فمصلحتك أنه لازم تنسى ندى أنا شايف أن الموضوع ده ميئوس منه لأنها حتى قبل ما تبقى مراتي أو مرات يوسف الله يرحمه كانت زميلتك ومعتقدتش أنها حست بأي مشاعر تجاهك معقول بقاا بعد كل اللي مرت بيه ده هتيجي دلوقتي وتحس يبقا عل أيه وجع القلب اللي أنتا فيه ده أنتا قوي مش ضعيف ومع الوقت هتنساها بس لازم يكون عندك إرادة أنك تعمل كده
– عمروقد ابتلع غصة مؤلمة قد تشكلت في حلقه وتحدث بصوت أجش متألم قائلا :يعني أنتا شايف أن مفيش أمل خاالص
– تنهد حمزة قائلا بشفقة : بالعقل والمنطق مفيش أمل والموضوع ده مستحييل لكن في باب وااحد أنتا مخبطتش عليه الباب الوحيد اللي ممكن يخلي المستحيل ممكن
– عقد عمر بين حاجبيه متسائلا : باب أييه !
عند تلك اللحظة تحديدا انبعث صوت ابتهال الشيخ النقشبندي من مذياع قريب مرددا بصوت عال واضح فأشار حمزة لصديقه تجاه الصوت أرهف عمر السمع فجاءه الجواب وهو يستمع لهذا الابتهال بهذا الصوت الشجي :
أغيب وذو اللطائف لا يغيب
وأرجوه رجاء لا يخيب وانزل
حاجتي في كل حال إلى كل من
تطمئن به القلوب ف كم لله من تدبير
أمر طوته عن المشاهدة الغيوب ومن كرم
ومن لطف خفي ومن فرج تزول به الكروب
ومالي غير باب الله باب
لا إله ولا مولى سواه ولا حبيب
لا إله ولا مولى سواه ولا حبيب
كريم منعم بر لطيف جميل ستر للداعي مجيب
إلهي منك اسعادي وخيري
إلهي منك اسعادي وخيري ومنك الجود
إلهي منك اسعادي وخيري ومنك الجود والفرج القريب
حين انتهى الابتهال ابتسم حمزة لصديقه قائلا:
– روح اتوضى يا صاحبي وصلي قيام الليل الفجر خلاص على وشك وادعي ربك باللي نفسك فيه هو الوحيد اللي قادر على تحقيق المستحيل ما بين الكاف والنون تقدر تحقق كل دعواتك بس نصيحة متلحش أنك تاخد حاجة ممكن تكون مش من نصيبك أدعي أن ربنا يختارلك اللي فيه الخير ليك وانه يرضيك بيه أيا كان هو أيه لأن ساعات العبد بيدعي بحاجة ويفضل يلح على ربنا أنه يديهاله وربنا يكون منعها عنه لشر لكن من شدة إلحاح العبد لربه وتمسكه بالحاجة ديه ربنا يديهاله
روح يا صاحبي ربنا يريح قلبك ويسعدك باللي تتمناه ثم قال ممازحا صديقه أنا كمان هروح أتوضى أوصلي وأدعي على بريهان
– ضحك عمر لكنه نظر بامتنان لصديقه قائلا :شكراا يا حمزة حقيقي شكراا أنك ف حياتي
– نظر حمزة لصديقه بتقزز قائلا : وااد يا عمر مالك بقيت ملزق أوووي وبتتكلم زي البنات كده ليه متنشف ياااض
– عمر وقد التقط احدى الوسائد التي كان يستند عليها وقذفها بوجه صديقه قائلا : بناااات ! ماااشي يا زومااا لينا جيم يلمناا أنا هروح اتوضى واصلي وانتا كمان ورايااا يلا وبعدين نبقا ننزل نصلي الفجر في المسجد
ذهب عمر وتوضأ وتوجه لاحدى الغرف التي أشار له صديقه نحوها وشرع في صلاته بينما حمزة فضل أن يتركه ل خلوته مع ربه وألا يفسدها عليه فهو يعلم أن صديقه يحتاج لهذا الدعم الآلهي يحتاج لمناجاة ربه ف أغلق عليه الباب وتوجه هو للغرفة الآخرى
وبعد ما يقرب من نصف ساعة رفع آذان الفجرمن المسجد القريب من بيت حمزة ف توجه هو وصديقه إليه وبعدما فرغا من أداء الصلاة وخرجا من المسجد توجه عمر حيث سيارة حمزة ليلتقط هاتفه الذي تركه بها ناسيا إياه وما إن تفقده حتى وجد عدة مكالمات من والدته فنظر لحمزة بغيظ قائلا :
– منك لله يا أخي أمي هتطردني من البيت بسببك ديه اتصلت بيا أكتر من 12 مرة دلوقتي أنا عارف إني أول ما هكلمها هتسمعني من المنقي يا خيااار وهتخلي التلاتة مني بجنيه
– ضحك حمزة وهو يضرب كفا بكف ثم قال من بين ضحكاته : كتييير عليك الجنيه والله وبعدين وماله خليها تطردك وتيجي تبات معايا يا عمووور يا حبيبي ثم أنا مااالي هو أنا اللي قولتلك متردش عليها !! حقيقي أنتا مسخرة ياااض يا عمر أنتا بتخاف من أمك أكتر مما بتخاف من أبوك يا أخي
– عمر : يا ابني ما أنتا عارف ابويا ده حتت سكرة وبيقولها سيبي الواد يعيش حياته هو صغير لكن أمي بتخاف عليا اوي أنا عارف أنه حب بس ده بيضغطني أووي وبعدين أنتا السبب لأني مشوفتش الموبايل لما نسيته عندك في العربية استنى بقا لما أكلمها أدعي لصاحبك
– حمزة ضاحكا : يااارب تهزأك
– عمر وهو يدفعه في كتفه قائلا : ربنا ميحرمنيش من دعواتك …أخرررس
اتصل عمر برقم والدته لحظات وأتاه صوتها الغاضب قائلة :
– أخيرااا رديت يا بيه حرااام عليك والله هتموتني ف مرة من القلق عليك
– عمر بهدوء: بعد الشر عليكي يا ست الكل آسف والله مشوفتش الموبايل كنت ناسيه ف عربية حمزة
– والدة عمر بغيظ : طبعاااا هو أحنا ورانا غير حمزة رايح فين رايح لحمزة جاي منين جاي من عند حمزة متتجوز حمزة أحسن
– ضحك عمر قائلا : ههههه لأ يا أمي مش للدرجادي أصوم أصوم وافطر على حمزة
ضحكت أمه من مزاحه بينما لكزه حمزة في كتفه حينما خمن سبب حديث صديقه أما والدته ف تحولت نبرة صوتها الحادة للحانية فقالت بمودة :
– وحمزة عااامل أيه قوله ماما بتقولك أنتا وحشتها جدا وعايزة تشوفك وتدوقك من أكلها ولا موحشكش أكل ماما سميرة
قال عمر لصديقه ما قالته أمه فأخذ حمزة الهاتف منه وتحدث إلى والدة صديقه بمحبة قائلا :
– أزيك يا أمي والله وأنتي كمااان وحشااني ومقدرش استغنى عنك وعن أكلك اللي ملهوش زي بس غصب عني والله على العموم ليكي عندي زيارة قرييب جداا
– والدة عمر : أنتا بكااش زي صاحبك والله خلينا ورا الكداب المهم الواد ده هيجيي أمتا
– حمزة باعتذار: معلش أنا آسف أنا أخرته عليكي هو كان عايز يروح من بدري والله بس الكلام خدنا غصب عننا متزعليش منه يا ست الكل أحنا ملناش بركة غيرك
– والدة عمر بحب قائلة: ربنا يبارك فيك ويحفظك يا حبيبي مفيش زعل ولا حاجة أنا بس قلقت عليه
– حمزة بحب واحترام : تسلميلي يا أمي وتسلملي دعواتك بعدين متخافيش على عمر ما هو زي الباب أهوه يقدر يحمي نفسه كويس أنتي اتطمني بس
– سميرة بود حقيقي : ربنا يحميكم يا ابني ويبعد عنكم كل شر
– حمزة : ربنا يبارك فيكي يا أمي اتفضلي عمر معاكي أهوه
– عمر : أيوه يا ماما خلاص أنا هاجي علطول أهوه مش هتأخر والله
– سميرة بقلق : خد بالك على نفسك وأنتا سايق يا عمر بلاش سرعة بالله عليك سوق على مهلك العجلة من الشيطان يا حبيبي
– عمر : حااضر يا امي بإذن الله سلااام يا حبيبتي
– سميرة : ف رعاية الله يا حبيبي
ما أن أغلقت الخط حتى نظر حمزة لصديقه وقال ممازحا :
– بذمتك امك مبتشتمنيش بسببك قووول قووول أنا واثق أنها بتشتمني كل أما تقولها أنك معايااا
– عمربمرح: هههههه أكيييد أمال أنا هتشتم لوحدي ولو نسيت تشتمك بفكرها أنا أومال أنتا تاااخد الدعوات واخد أنا اللعنات
– حمزة بابتسامة : واااطي يا صاااحبي ثم سأله بجدية : وسلمى عاملة أيه معاك ؟؟
– عمر وقد تنهد عاليا ثم زفر بحنق قائلا : زفت والله يا صاحبي مطلعة عيني وكل ما بتكبر قلقي عليها بيزيد للأسف اتلمت على شوية بناااات أخلاقهم زفت تخيل سلمى الرقيقة الهادية بقت بتعاند وترد وتتكلم معايا بطريقة زفت وطبعا أنتا عارف بابا بحكم سفره الكتير لما بيكون موجود بيدلعها دلع مااااسخ ومبيرفضلهاش طلب سااعات بيبقا هاااين عليا أكسر دماغها عشان أعدلها ده كله غير طبعا الحجاب اللي مش حجاب واللبس اللي بنتخانق عليه كل يوم تعبت منها ومش عارف أعمل معاها أيه عشان ترجع زي ما كانت
– حمزة وقد اطرق رأسه مفكرا ثم تحدث بجدية قائلا :بص يا عمر السن ده مؤرف جدااا ولازم يكون عندك صبر جباال عشان تقدر تعدي بيها منه ل بر الأمان خليك وراها ومتستسلمش باللين مرة وبالشدة مرة وأهم حاجة موضوع صحباتها دول الصحبة الصالحة بتصلح الحال وبتساااعد جدااا ف مرور مرحلة المراهقة ديه بسهولة والصحبة السيئة للأسف بتبوظ وبتنيل الدنيا أكتر ما هي متنيلة لازم تبعدها عنهم بأي طريقة ممكنة قبل ما يلعبوا بأفكارها ويزرعوا فيها قيم غلط وساعتها مش هتقدر تغير حاجة سلمى طيبة جدا ونضيفة بزياادة بس حياتها زي الصفحة البيضا وده زي ما هو مميز كمان يخوف لانهم ببساطة يقدروا ينقشوا فيه اللي على مزاجهم وعشان كده لازم تملى الفراغ اللي جواها أديها جزء من وقتك والجزء الأكبر كمان
– عمر : أنا فكرت ف حاجة كده ومحدش هيقدر يساعدنيفيها غيرك يعني ليا عندك طلب بالأدق عند حضرت الناظرة!!
يا ترى أيه الطلب اللي عمر هيطلبه من حمزة ؟؟لماذا لايستطيع حمزة نصح اخت صديقه ومساعدتها ؟؟ ندى المعلمة كيف تستعب مشاعر المراهقات وتوجيههم بالطريقه الصحيحة ؟؟ أحداث مليئة بالمرح بانتظاركم الحلقة القادمة..
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الخامس والعشرون من رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود .